فن ومشاهير

كل الكلمات لا تكفي للتعبير عن ملحن أغنية كلمات إحسان المنذر

صنع الكثير من النجوم وقدم العديد من البرامج التي تحكي عن كبار الفنانين كما دافع عن حقوق المؤلفين والملحنين ونثر الكثير من الجمال من خلال الألحان التي قدمها من أغاني النجوم المشهورين أو أغاني الأطفال.

حياته

ولد إحسان المنذر في بيروت في العام 1947، وكان يتعلم في المدرسة العباسية الابتدائية في الرويس، حارة حريك، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وعندما كان إحسان في السابعة من عمره كان ينتظر عازف الناي الذي يمر بالقرب من منزلهم كل مساء، وعندما التقى به لم يتردد في الوصول إليه وأن يسأله عن طبيعة الآلة التي يستخدمها وبعدما أخذ الجواب جاء إحسان بقصبة وراح يحرقها بشيش نار، وحين ضبطته والدته شرح لها أنه يخترع آلة ناي، فابتسمت لبراءته وأكمل هو اختراعه وأخذ يعزف على الناي.
بعد سفره إلى إيطاليا عام 1970، تزوج إحسان المنذر من الايطالية مارينا وله منها ماريا وأحمد وسارة، وبعد عودته إلى لبنان تزوج من كارول شحود وله منها فراس وآية.

أولى بداياته

بعد نجاح شقيق إحسان في شهادته الثانوية أهداه والده آلة أكورديون التي لم يهتم لأمرها، لكنها لفتت نظر إحسان الذي أخذها وبدأ العزف عليها وفي إحدى الأيام من خلال زيارة صديق بلجيكي لوالده، سمعه وهو يعزف “عزيزة” لعبد الوهاب، الذي أثار دهشته بعزفه وطلب من والده أن يدخله المعهد العالي للموسيقى.

مسيرته المهنية

وضع إحسان المنذر موسيقى تصويرية لفيلم”الإنفجار” و فيلم “المخطوف”، وأوبريت “وصية حب” مع الفنانين ديانا حداد ووائل كفوري في دبي ووزع موسيقى مسرحية “ايليا النبي”.
في العام 1970 سافر إحسان المنذر إلى إيطاليا ليدرس التأليف الموسيقي حيث التحق بمعاهد خاصة في جنوى وميلانو، وهنا بدأ يعزف المنذر على البيانو ويغني في حفلات خاصة بست لغات ما ميزه كثيرا في أدائه الفني العالي.
في العام 1979 عاد إحسان المنذر إلى لبنان، وعندما كان يعزف في فندق كومودور التقى بالمخرج سيمون الأسمر والمؤلف المسرحي روميو لحود، حيث كان يجهز برنامجه الجديد ستوديو الفن واتفق معه على قيادة أوركسترا البرنامج عام 1980، وترأس المنذر الدائرة الموسيقية في الاذاعة اللبنانية عام 1985.
تعاون المايسترو الراحل إحسان المنذر مع العديد من الفنانين نذكر منهم تعاونه في التلحين مع الشحرورة صباح في عدد من الأعمال منها أغنية “ممنوع” وأغنية “يومين”، التي أوصت بإصدارهما بعد وفاتها حينها، والأغنيتين من كلمات الشاعر طوني أبي كرم.

وبعد نجاح الفنان اللبناني راغب علامة في ستوديو الفن كان التعاون بينه وبين المبدع إحسان المنذر كبيرا خصوصا في “بكرا بيبرم دولابك” التي أطلقت راغب علامة نحو النجومية.
أضاف إحسان المنذر البعض من لمساته على أعماله الغنائية حيث لحن له العديد من الأغاني، التي شكلت نقلة نوعية في مسيرة راغب الفنية، نذكر منها :” “بكرا بيبرم دولابك” و”يا لومي” و”لو شباكك ع شباكي” الكتب العتيقة”، “دي ليلة ورد” و”برافو عليكي”، و”بعتم الليل” و”عن جد”.


بالإضافة إلى تعاونه في التلحين مع الفنانة ماجدة الرومي ومن أروع الروعات “كلمات” للشاعر نزار قباني، كما نذكر “نبع المحبة” و أغاني الأطفال التي لا زالت حتى اليوم مسموعة مثل “عندي بيسي” و”طيري يا عصفوره” من شعر جوزيف أبي ضاهر، حيث انتقل لحن هذه الأغنية إلى إيطاليا وأذيعت بالإيطالية وفازت بالجائزة الأولى في مسابقة بولونيا سنة 1989، وعدد من الأعمال الأخرى منها “وداع”، “من زمان”، “مطرحك بقلبي”، “شبابيك الأمان”.

احتلت ألحان إحسان المنذر المراتب الأولى طوال التسعينات وتوزعت ألحانه على أصوات كثيرة أخرى مثل أغنية “بلديات” و”الحق عليي” للفنانة اللبنانية نجوى كرم، وأغنية “مستعدة” للفنانة المغربية سميرة سعيد، كما لحن للفنانة ​باسكال مشعلاني​ منها نذكر أغنية “جيد جدا” وأغنية كلو منك”، وتعاون مع الفنانة لورا خليل في أغنية “عشان احنا طيبين”، ومع الفنان مايز البياع في أغنية “عالي”.
في العام 2014 قضى الفنان اللبناني وليد توفيق ساعات طويلة مع إحسان المنذر، حيث تعاون توفيق معه في أغنية “سينغل” وغيرها من الأعمال الأخرى.

لم يكتف إحسان المنذر في قيادة الأوركسترا والتلحين والتوزيع إنما أنشأ ستوديو خاص مجهزا بأحدث التقنيات ومنها التقليدية عام 1992، وقدم برنامج “بيانو بيانو” على شبكة أوربيت من إعداد الزميلة هلا المر مع مي صايغ مقدما العشرات من الحلقات التي تحكي سيرة حياة كبار الفنانين من أم كلثوم، صباح، فيروز، سيد درويش وغيرهم ومن بعدها قدم برنامج دندنة على “mbc” مع نانسي معماري من اعداد الزميلة هلا المر ايضا حيث كان يستقبل أهم الفنانين مثل وردة الجزائرية، كاظم الساهر، نانسي عجرم، وغيرهم، وكانوا يغنون للمشاهير الكبار.
فنان كبير ومبدع لم يكن لديه سقف لطموحاته إنما نجاحه الكبير يحكي مسيرته الفنية الطويلة التي لم يمل منها ومن تطويرها يوما.

الجوائز والتكريمات

بعد إبداعه الكبير ورقي فنه الذي قدمه بتألق لا يليق بالمايسترو إحسان المنذر إلا التكريم وحصد الجوائز التي خلفها تعب سنوات، ونذكر من أبرز الجوائز التي حصل عليها:

منها الجائزة الأولى من تونس سنة 1994 في مهرجان “الميكروفون الذهبي” على أغنية “لا أريد اعتذارا” للفنانة سمية بعلبكي، وجائزته الثانية سنة 1996 في مهرجان القاهرة على أغنية نهر الايام بصوت لور عبس.
وكان الرئيس سليمان فرنجية قد استقبل إحسان المنذر ومنحه درع رئاسة الجمهورية تقديراً لعطاءاته الفنية والموسيقية في العام 2012.
وحاز سنة 2006 على تكريم دار الأوبرا الاسكندرية من جمعية فناني الاسكندرية.

وفاته

توفي صباح يوم الأربعاء 8 آب 2022، عن عمر يناهز الـ 75 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض، تاركا خلفه كم كبير من الأعمال الفنية الراقية التي تعتبر مخلدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى